مرض السكر – مرض البول السكري – Diabetes Mellitus

معلومات عامة

هو ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بصورة غير طبيعية، إما نتيجة خلل وظيفي يصيب خلايا البنكرياس يفقدها القدرة على تصنيع الكمية الكافية من الإنسولين التي يحتاجها الجسم أو نتيجة أن خلايا جسم الإنسان فقدت القدرة على الإستجابة للإنسولين المكون داخل الجسم.

ولذلك قبل التعرف على هذا المرض لابد من معرفة فائدة الإنسولين: الإنسولين هو هرمون يفرز عن طريق خلايا البنكرياس وهو مسئول عن دخول الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لإستخدامه كمصدر للطاقة أو لتخزينه في الكبد لإستخدامه مستقبلا.

وترتيب هذا المرض هو الخامس في ترتيب الأمراض التي تؤدي إلى الوفاه، بجانب أنه يؤدي إلى العمى ومسئول عن خمسون بالمائة من حالات الأزمات القلبية وخمسة وسبعون بالمائة من حالات السكتة الدماغية وخمسة وثمانون بالمائة من حالات الغرغرينة التي تؤدي إلى بتر الأرجل.

أنواع مرض البول السكري

1- مرض البول السكري من النوع الأول: يدعى السكر الشبابي لإنه يصيب الأطفال والشباب في سن مبكر، ويظهر هذا النوع عندما تدمر خلايا البنكرياس المسئولة عن إفراز هرمون الإنسولين. علاج هذا النوع يعتمد على الحقن بالإنسولين الصناعي.

2- مرض البول السكري من النوع الثاني: هذا النوع غالبا ما يصاحب المرضى المصابين بالسمنة، ويظهر عندما تقل قدرة خلايا الجسم على الإستجابة للإنسولين المكون داخل الجسم، ويمكن تصل إلى عدم الإستجابة الكاملة للإنسولين وتسمى في هذه الحالة مقاومة الإنسولين (Insulin Resistance).

3- سكر الحمل: هو سكر مؤقت يظهر لدى بعض السيدات في فترة الحمل ويتم متابعته مع الطبيب.

الأعراض والمضاعفات

الأعراض: الجوع والعطش الشديد، كميات كبيرة من البول على فترات متقاربة.

المضاعفات:
1- التهاب الأعصاب في الأطراف.
2- قلة قدرة الكلى على العمل.
3- مشاكل في النظر.
4- تصلب الشرايين ومضاعفات في الأوعية الدموية.

العلاج

1- تغيير العادات السيئة (الأكل غير الصحي، التدخين، شرب الكحوليات، التوتر والإجهاد النفسي).
2- الحمية والتنظيم الغذائي.
3- الرياضة والجهد العضلي.
4- تناول الدواء المناسب.
5- مراقبة السكر بشكل منتظم.
6- المتابعة مع الطبيب.

الأدوية

يوجد نوعان من الأدوية لعلاج مرض البول السكري: الأقراص الخافضة لنسبة السكر في الدم، والإنسولين.

الأقراص الخافضة لنسبة السكر في الدم (Oral Hypoglycemic Drugs) تنقسم إلى عدة أقسام تبعا لإخلاف طريقتها في العمل:

1- مشتقات الـ سلفونيل يوريا (Sulfonyl Urea Derivatives):

هذه المجموعة من الأدوية تحث خلايا البنكرياس على افراز مزيد من هرمون الأنسولين، لهذا فان هذا النوع من الأدوية يستخدم في علاج النوع الثاني من مرض البول السكري. يوجد ثلاث أجيال من هذه المشتقات: الجيل الأول و الثاني لهما نفس طريقة العمل و لكن الجيل الثاني يتميز عن الأول باستمرار تأثيره داخل الجسم لفترة أطول من الزمن ( أى أن المريض يحتاج الى جرعة أقل من الدواء).

مثال على المشتقات الكيميائية من الجيل الأول: تولبيوتاميد (Tolbutamide).

أمثلة على المشتقات الكيميائية من الجيل الثاني: جليبنكلاميد و جليبيزيد (Glibenclamide, Glipizide).

أما الجيل الثالث فهو يعتبر من المشتقات التي تم اكتشافها مؤخرا للسلفونيل يوريا ويتميز بتأثيره السريع في خفض نسبة السكر مع طول مدة عمله داخل الجسم كما يقوم بإفراز كمية أقل من الإنسولين. مثال على المشتقات الكيميائية من الجيل الثالث: جلميبريد (Glimperide).

2- الـ ميتفورمين (Metformin) من مشتقات الـ باي جوانيدز (Biguanides):

تقوم هذه المجموعة بعملها خارج البنكرياس عن طريق منع الكبد من انتاج الجلوكوز، في نفس الوقت تمنع عملية تحول الجلوكوز الي جليكوجين (Glycogen) مع الحث على زيادة استخدام الجلوكوز الموجود داخل الأمعاء بطريقة غير مباشرة.

يستخدم هذا الدواء اما كعلاج أحادى – أي أن الدواء يستخدم بمفرده – (monotherapy) أو يستخدم مع مشتقات السلفونيل يوريا في حالات النوع الثاني من مرضى السكري خاصة اذا كان المريض يعاني من السمنة مع ظهور حالة مقاومة تأثير الأنسولين.

تحذير: المرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الكبد أو الكلى لابد أن يتجنبوا تناول الميتفورمين.

3- محفزات الأنسولين – الـ جليتازونز (Glitazones):

تقلل من نسبة الجلوكوز في الدم بتحسين إستجابة الخلايا (في الكبد و العضلات) الى الإنسولين. لذلك فهي تستخدم أما كعلاج أحادي أو مع الميتفورمين، أو السلفونيل يوريا، أو حتى مع الأنسولين. و هذه الأدوية تستخدم في جرعات منخفضة فقط مع العلم أنها لا توصف للمرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الكبد.

4- مثبطات الألفا جلوكوسيداز – Glucosidase Inhibitors-a:

أمثلة على المشتقات الكيميائية من هذا النوع: أكاربوز (Acarbose).

هذه المثبطات تقلل من تحويل الكربوهيدرات الى جلوكوز وبذلك لا ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم، ولا يستخدم هذا الدواء للمرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى و تقرحات القولون.

الإنسولين – Insulin

الإنسولين هو هرمون يفرز عن طريق خلايا البنكرياس وهو مسئول عن دخول الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لإستخدامه كمصدر للطاقة أو لتخزينه في الكبد لإستخدامه مستقبلا.

يوجد نوعان من الإنسولين: إنسولين حيواني، لا يستخدم بكثرة الآن، يتم استخراجه من الحيوانات مثل الأبقار والخنازير، وإنسولين بشري (Human Insulin) يتم تصنيعه في المعمل بإستخدام التكنولوجيا الحيوية (Biotechnology) ويكون مطابقا للإنسولين الذي يصنعه جسم الإنسان في البنكرياس.

الأسئلة الشائعة

بذلك نكون قد تناولنا الموضوع من بعض جوانبه الهامة ولكن هناك بعض الأسئلة التي لابد من الاجابة عنها:

ما هو مستوى السكر الطبيعي في الدم؟
النسبة الطبيعية هي 80-120 مجم / 100 مل و يمكن أن تصل الى 180 مجم / 100 مل عند كبار السن.

هل هناك أدوية تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم؟ وما هي؟
نعم هناك بعض الأدوية التي تسبب ارتفاعا لنسبة السكر في الدم ، من اهمها: مدرات البول وعقار الكورتيزون.

ما هي الحالات التي يلجأ فيها الطبيب إلى استخدام الإنسولين مع الأقراص الخافضة لنسبة السكر في الدم؟
يلجأ الطبيب إلى استخدام الإنسولين مع الأقراص الخافضة لنسبة السكر في الدم في الحالات التالية:
1- في حالة العمليات الجراحية للحصول على تحكم جيد في نسبة السكر أثناء العملية.
2- في حالة سكر الحمل.
3- مع مرضي السكر من النوع الثاني في حالة نسبة السكر المرتفعة جدا في الدم.

ما هي الأنواع المختلفة لغيبوبة السكر؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
يوجد نوعان من غيبوبة السكر: غيبوبة نتيجة لنقص السكر تحدث في حالة أخذ جرعة زائدة من الإنسولين، وغيبوبة نتيجة لزيادة السكر تحدث نتيجة للإهمال في العلاج عند مرضى البول السكري يضطر فيها الجسم لحرق البروتين في العضلات للحصول على الجلوكوز، ولكن نتيجة لذلك تظهر نسبة من الأسيتون في الدم، في هذه الحالة لابد أن يحجز المريض في المستشفى. جدير بالذكر أنه في حالة حدوث الغيبوبة لا يمكن التفريق بين غيبوبة نقص السكر وغيبوبة زيادة السكر.