الخرف Dementia

معلومات عامة

من أكثر الأمراض التي أخاف حين أفكر أنني يمكن أن أصاب بها مع تقدمي في العمر هو الخرف أو العته Dementia و هو عبارة عن متلازمة أمراض مكونة من 72 مرضا أوسعها انتشار و أكثرها شهرة الزهايمر Alzheimer، الذي أطلق عليه هذا الاسم تيمنا بالعالم الألماني ألويسيوس ألزهايمر Aloysius Alzheimer أول من قام بوصفه، و من أشهر من أصيبوا بهذا المرض الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان.

و هذا المرض يجعل الشخص غير مدرك لكثير من الأحداث التي تحدث حوله و قد يؤدي به الحال في النهاية إلى فقدان الذاكرة، و من ثم فقدان الواقع بصورة تامة.

و يعرف الخرف أو Dementia بأنه تدهور في وظائف الدماغ يؤدي إلى حدوث اضطراب في قدرات الإنسان الإدراكية متمثلة في التفكير السليم و الحكمة في التصرف تجاه الأمور المختلفة

و حينما يصاب الشخص بالخرف، تحدث له إحدى الأعراض التالية أو بعضها: –

  • لا يستطيع أن يكتسب معلومات جديدة أو يسترجع معلومات كان قد اكتسبها فيما مضى.
  • يفقد القدرة على النطق الصحيح، و قد يصمت بشكل تام أو يتكلم بشكل خاطئ و لا يستطيع بناء عبارات و جمل طويلة.
  • يصاب باضطراب في قدراته الحركية؛ لإصابة الجهاز الحركي بالخلل فلا يستطيع مضغ الطعام أو تفريش أسنانه أو تحريك يديه، و غيرها.
  • لا يستطيع أن يعرّف الأشياء المختلف بمسمياتها الصحيحة.

 

 

و توجد العديد من الأسباب لإصابة الإنسان بالخرف، أذكر منها ما يلي: –

  • تقدم العمر خاصة لمن هم فوق الخامسة و الستين.
  • إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض من قبل؛ فقد أكدت بحوث الجينات أن نسبة الإصابة بالخرف تتضاعف لأربعة أضعاف عند أبناء المصابين به.
  • الإصابة بمرض الاحتشاء الدماغي المتعدد Multi-infarct type، الذي يحدث نتيجة جلطات الأوعية الدموية مع الإصابة بعدد من الأمراض الأخرى مثل تصلب الشرايين و السكري و ارتفاع ضغط الدم.
  • عدم الاهتمام بالتغذية الصحيحة التي تفقد الإنسان عناصر غذائية يحتاج إليها مثل فيتامينات ب12، ب3، ب9.
  • الإصابة ببعض الأمراض العضوية مثل كسل الغدة الدرقية و إصابات الدماغ و أمراض الجهاز العصبي مثل مرض باركنسون و مرض هنتيجتون و ارتفاع ضغط الجمجمة و الأورام و النزيف الدماغي.
  • تعاطي المخدرات و الكحوليات و الحبوب المنشطة.

و حينما يصاب الإنسان بالخرف فإن خلايا الدماغ تتلف و يحدث نقص حاد في السيالة العصبية أستيالكولين Acetylcholine – Ach.

و النساء معرضات أكثر للإصابة بالخرف من الرجال؛ إذ تصاب به بمقدار يزيد على الثلاث مرات منهم.

و على الرغم من أن هذا المرض غالبا لا شفاء منه، إلا أن هناك بعض الحالات قابلة للشفاء بنسبة تبلغ 15 %، متضمنة نقص الفيتامينات و سوء التغذية و كسل الغدة الدرقية؛ نظرا لأنها يمكن علاجها.

و هناك بعض العقاقير الطبية التي تستخدم في محاولة علاج المرض، مثل العقاقير التي ترفع من مستويات الأستايلكولين Acetylcholineو التي تحسن من الذاكرة و تقلل من تدهور القدرات العقلية، و مضادات القلق و الاكتئاب و الذهان.

كما يوجد العلاج التمريضي الذي يعلم المحيطين بالمريض كيفية التعامل معه؛ لأن المريض بالخرف ستستمر قدراته العقلية في التدهور حتى يصبح غير قادر على تناول الطعام أو الشرب، و حتى التحكم في إخراج فضلاته، و قد يشرد في أوقات كثيرة و لا يستطيع أن يرجع إلى بيته؛ لذلك فإنه يستلزم مراقبة مستمرة حتى لا يتسبب في إيذاء نفسه.

و للوقاية من الإصابة بالخرف؛ يجب على الإنسان أن يهتم بنظامه الغذائي و أن يمارس الرياضة بانتظام و أن يسعى إلى عدم إهمال صحته؛ لأن بعض الحالات المرضية قد تؤدي إلى الإصابة بالمرض إذا لم تتم العناية بها، مثل المصابين بالسكري إذا لم يقوموا بتنظيم مستويات السكر في الدم.

كما يجب على الشخص أن يسعى إلى ممارسة الأنشطة الذهنية بشكل مستمر مثل القراءة و الكتابة و أداء الألعاب الذهنية مثل الشطرنج و التفاعل مع الأنشطة الاجتماعية.